الصحافة وقضايا المرأة في عدن (1940م –1990م)
الباحثة: حليمة محمد بن محمد علي
د. أسماء أحمد عبده ريمي
2012
تمثلتمشكلة الرسالة في ظهور قضايا المرأة في الصحافة في عدن ومراحل تطورها وأهم الصحفالنسائية التي ظهرت في الفترة الزمنية للرسالة وأبرز القضايا التي تناولتهاالصحافة النسائية خلال فترة ظهورها.
ولتحققالرسالة أهدافها تمت عملية تتبع وتحليل معظم القضايا والآراء التي وردت في الصحافةالعدنية خصوصاً فيما يخص المرأة والمجتمع والدفاع عن قضاياها والمطالبة بحقوقهاكالتعليم والعمل والسفور والزواج المبكر والمشاركة السياسية، قبل الحدود الزمنيةللرسالة ومع صدور أول صحيفة عربية في عدن (فتاة الجزيرة) عام 1940م حيث أخذتالصحيفة على عاتقها مسؤولية الدفاع عن المرأة وقضاياها في فترة مبكرة جداً من عمرالصحافة كما أوردنا بعض الآراء المتشددة التي كانت تمثل رجال الدين الذين دعوا إلىبقاء المرأة في منزلها بحجة أن خروجها سوف يؤدَّي بها إلى الرذيلة فأشتد الصراعبين التيارين المتقدم والمتشدد حول تلك القضايا وتمَّ اختيار مدينة عدن كحدٍ مكانيللرسالة كونها المدينة التي شهدت حركة تنويرية وثقافية في مرحلة مبكرة جداً منتاريخنا المعاصر، كما أنها المدينة التي احتضنت صدور أول صحيفة نسائية تخصصيةتعرفها اليمن والجزيرة العربية والمغرب العربي، وتمَّ تحديد الحد الزماني للرسالةبين (1960م- 1990م) كونه شهد ظهور مرحلتين مهمتين في تاريخ الصحافة العدنية عامةوالصحافة النسائية خاصة وصدرت خلالها مجلتين نسائيتين، فشكلت الصحافة المادةالأساسية لهذه الرسالة.
اهتمتالرسالة بمرحلتين من مراحل ظهور قضايا المرأة في الصحافة في عدن وهما مرحلة ما قبلالاستقلال الوطني ومرحلة ما بعد الاستقلال الوطني.
شهدتمرحلة ما قبل الاستقلال ظهور الملامح الأولية للصحافة النسائية مع بداية توليالمرأة التعبير عن نفسها والمطالبة بحقوقها من خلال الصحافة عامة باستخدام أسماءمستعارة وأسماء ذكورية تحاشياً للهجوم عليها من قبل التيارات المتشددة بحجة الدينوالعادات والتقاليد، كما أنها أيقنت أهمية الدور الذي تلعبه الصحافة في التأثيرعلى المجتمع لهذا استخدمتها للمطالبة والدفاع عن حقوقها، إلى أن جاءت اللحظة التيشعرت فيها المرأة بأهمية الكشف عن هويتها الحقيقية فتقدمت السيدة ماهية نجيب بطلبإصدار مجلة نسائية تُعنى بشؤون المرأة والأسرة برئاستها، فصدرت أول مجلة نسائيةمتخصصة بالمرأة والأسرة في اليمن والجزيرة العربية والمغرب العربي في يوم الجمعةالأول من يناير 1960م وهي مجلة شهرية أخذت المجلة على عاتقها مهمة الدفاع عن مختلفقضايا المرأة المتمثلة في التعليم والعمل والمشاركة الاجتماعية والسفور والسياسية.
واستمرتالمجلة بطرح قضايا المرأة طوال فترة صدورها إلى أن توقفت في عام 1966م أي قبل الاستقلالبعام.
أما مايخص فترة ما بعد الاستقلال الوطني في 30 من نوفمبر 1967م، جاءت هذه الفترة مختلفةتماماً عن سابقتها حيث تمَّ فيها إيقاف جميع تراخيص الصحف وتحول الإعلام من إعلاممنفتح إلى حد ما إلى إعلام موَّجهٍ بناءً على السياسة التي تبنتها الحكومة متمثلة بالجبهةالقومية والتي اتخذت من المنهج العلمي الاشتراكي نهجاً لها.
شهدت هذاالمرحلة صدور مجلة (نساء اليمن) التي أصدرها الاتحاد العام لنساء اليمن وهي مجلة تُعنىبشؤون المرأة والأسرة صدر أول عدد منها في مارس عام 1975م وكان عدداً خاصاًللمشاركة في المؤتمر العالمي العقد الثالث (العنف ضد المرأة) المنعقد في المكسيك وشاركالاتحاد في المؤتمر بثلاث عضوات.
هدفت المجلة بشكل رئيسي إلىعكس السياسة العامة للإتحاد العام لنساء اليمن وتحقيق أهدافه وتبلور ذلك من خلالالمقالات والمواضيع المنشورة فيها، كما ركزت على قضايا المرأة والمرأة العاملةخاصتاً وقضايا الطفولة.
ولم تكنالمجلة منتظمة في الصدور وكانت تتوقف بين حين وآخر متأثرة بالظروف السياسيةللبلد.. في بداية الأمر كان إخراجها ردئياً ولم تكن تمتلك هيئة تحرير وفي العام1982م صدر أول عدد لها بعد تشكيل هيئة التحرير وجاء العدد مختلفاً تماماً عنسابقيه من حيث الإخراج الفني والمواضيع، وتوقفت تماماً مع توحد الحركة النسائيةبين شطري الوطن .
كما تم خلال هذا المرحلة اختيارصحيفتي (14أكتوبر وصوت العمال) أُنموذجاً لتمثلا هذاالمرحلة لان الصحف والمجلات في عدن بعد الاستقلال الوطني كانت توجه من مركز سياسيوأيدلوجي واحد، من خلال التنظيم السياسي الحاكم بمسمياته المختلفة التنظيم السياسيالجبهة القومية أو التنظيم الموحد للجبهة القومية أو الحزب الاشتراكي اليمنيلاحقاً.
وبالإضافةإلى أن الصحيفتين احتوتا على صفحات للمرأة وطرحت من خلالهما المواضيع والقضاياالتي تهم المرأة بأقلام نسائية، كما كان للمرأة حضور في هاتين الصحيفتين من خلالعملها الصحفي التخصصي خاصة بعد تخرج عدد من الصحفيات المتخصصات في هذا المجالوعملن في الصحف بكتابة الأخبار والتحقيقات والتقارير وإدارة صفحات المرأة، فاتخذتقضايا المرأة في هذه المرحلة شكل جديد وهو المشاركة في بناء الوطن ورفع الوعيالمجتمعي.
أتَّبعتُ في هذه الرسالة المنهج التاريخيالوصفي التحليلي كما استخدمتُ منهج التأريخ الشفوي من خلال تدعيم الرسالة بالعديدمن اللقاءات بنساء وبعض الشخصيات التي كان لها دورٌ في التاريخ الصحفي .